القصة الكاملة لأزمة قائد الهلال السوداني
من يكسب الصراع البرنس أم الرئيس والمدرب !؟
جلسة صلح بين رئيس الهلال الأمين البرير وقائد الفريق هيثم مصطفى
يبدو أن أزمة قائد فريق "الهلال" السوداني البرنس "هيثم مصطفي" تتجه نجو منحني آخر فربما ألقت باللاعب خارج أسوار القلعة الزرقاء بعد قرابة العقدين من الزمان قضاها اللاعب بشعار النادي، أو ربما تسببت فى إقالة المدرب الفرنسي "غاززيتو " بل وقد تُطيح حتى بالرئيس "الأمين البرير"حتى وإن كان منتخبًا.
هيثم مصطفى
الأزمة الأخيرة
أخر الأزمات في مسلسل قائد الأزرق كانت قبل مباراة الفريق أمام نده اللدود ومواطنه "المريخ" في الجولة الثانية للبطولة الكونفدرالية أما بطلها فكان مدير العلاقات العامة بالنادي العقيد "حسن محمد صالح" وحسب شهود عيان فاللاعب تهكم لفظيًا بشكل جارح في حق "العمدي أمام عدد من اعضاء مجلس الإدارة وبعض العاملين فى استاد "الهلال"، ولم ينتهي المشهد هنا فقام المدرب الفرنسي "غارزيتو" بطرده من الملعب ولم يتطور الأمر لفتنه لعدم تضامن عدد كبير من اللاعبين مع القائد "هيثم" فضلاً لغياب الجماهير التي تؤاز البرنس بشكل علني بل ويختزل بعضهم "الهلال" فى شخص "هيثم".
قرارات الرئيس والمجلس
الأمين البرير
أنه بعد الحادثة
الأخيرة قرر رئيس النادي "الأمين البرير" إرسال خطاب رسمي لاتحاد الكرة السوداني بشطب اللاعب لكن منعه تدخل بعض اعضاء مجلس الإدارة والضغوط الكبير من الجماهير التي كان يمكن أن تطيح به من على كرسي رئاسة النادي ولولا ذلك لما تراجع الرئيس عن قراره.
ولكن ذلك لم يعني السلبية ففد طفح الكيل و قرار المجلس في بيان رسمي تجميد نشاط البرنس لحين مثوله أمام لجنة التحقيق عدم السماح للاعب بمزاولة نشاطه مع الفريق حتى يمتثل القرار وترفع اللجنة توصياتها لمجلس الإدارة ليصدر قراره النهائي في هذا الصدد، وأكد رئيس النادي في تصريحاته لأحد الصحف المحلية بأن على اللاعب أن يختار ما بين تقديم ال‘عتذار العلني عما بدر منه أو مغادر النادي أو المثول أمام لجنة التحقيق لتوضيح موقفه وبعد ذلك تقرر اللجنة ما تراه مناسبًا.
وجاء نص بيان الإدارة حول "هيثم مصطفى" كما يلي:
"لقد ظل مجلس إدارة الهلال في حالة اجتماعات متواصلة طيلة الفترة الماضية، وذلك من أجل إعداد فريقكم للمنافسات المحلية والأفريقية ومناقشة كل التقارير الفنية والمشاكل من أجل حلها، ونحب أن نؤكد لجماهيرنا الوفية، إننا في مجلس الإدارة صبرنا كثيراً في الفترات السابقة من أجل بناء فريق قوي مستقر يدافع عن الهلال محلياً وخارجياً .. فريق قوي بأبنائه البررة الأوفياء ولكن للصبر حدود.. ونفذ صبرنا بعد أن تمادى كابتن الفريق في سلوكه المعادي ومعه بعض المتلفتين. ولكننا صبرنا من أجل إصلاح الحال ولكن للأسف الشديد تمادى كابتن الفريق في غيه خلال الفترات السابقة وظللنا نسكت على هذه الأشياء من أجل انصلاح الحال.. ولكن للأسف الشديد تمادى وكنا نصبر حيث أنه أساء السلوك مع أحد أعضاء المجلس في رحلة المغرب وتجاوزنا عن الموضوع.. وأيضاً تمادى مع أحد أعضاء اللجان وتلفظ معه بألفاظ غريبة ولكننا احتوينا الأمر من أجل مصلحة الهلال وسيره في مساره الصحيح وأيضاً تمادى في تجاوزاته مع المدرب جارزيتو وعدم اعترافه به كمدرب وعدم سفره مع الهلال في مبارياته الولائية باعتذارات غير مقنعة، وخلق العديد من الإعذار الواهية حتى لا يشارك في المباريات وجاء تصرفه الأخير في المران المهم لمباراة المريخ في بطولة الكونفدرالية وأساء التصرف والسلوك مع أحد أبناء الهلال ووجه إليه ألفاظ أقل ما يقال عنها أنها غير مقبولة لا يمكن نشرها ، بحضور أعضاء المجلس والمكتب التنفيذي وكان سلوكاً غريباً ودخيلاً على الهلال وخرج بدون استئذان من التمرين. ولأن للصبر حدود ولا نريد الآن الخوض في كافة التفاصيل وجاء قرارنا بالتجميد لنشاطه مع الفريق مع تكوين لجنة للتحقيق معه حتى يدافع عن نفسه وسنعمل بتوصيات هذه اللجنة بكل حيادية.ونؤكد لجماهيرنا الوفية أن الإعداد للمرحلة المقبلة يسير وفق ما هو مخطط له ونناشد هذه الجماهير بالوقوف خلف لاعبيها وعدم الالتفات لصغائر الأمور وسيبقى الهلال خالداً بقيمه وموروثاته التي توارثناها جيلاً عقب جيل".
الجماهير تدعم البرنس !
ببان الأدارة فجر غضب الجماهير فنظم عدد ليس بالقليل مسيرات احتجاجية أمام عدد من مقار الصحف الرياضية السودانيو مساء أمس الجمعة لتؤكد على رفضها قرار مجلس إدارة النادي بإيقاف القائد وخضوعه للتحقيق بعد ما بدر منه اتجاه العقيد "حسن محمد صالح"، وشددت هذه الجموع على أن "هيثم مصطفى" يُعتبر خط أحمر موجهين رسالة تحذير في بيان رسمي موجه لمجلس إدارة النادي من شطب البرنس من كشوفات النادي.
وجاء نص البيان الذي أصدرته روابط جماهير الهلال كما يلي :
" إلي جماهير الهلال الوفية نخاطبكم اليوم بعد أن بلغ السيل ألذبي وبات السكوت علي استهداف قائد الفرقة الزرقاء هيثم مصطفي ضربا من المستحيل ونحن الذين وجدنا أنفسنا في موضع العاشق للأزرق والعاشق لقيمة وجمالياته وأخلاقياته واضحي لا هم لنا سوى الدفاع والتمسك بموروثات الهلال التي أصبحت علي وشك الانهيار بسبب هذا المجلس الذي تم انتخابه للحفاظ علي الاستقرار وليس افتعال المشاكل وخلق مايزعزع المجتمع الهلالي في مرحلة تتطلب تضافر الجهود وليس الخوض في مستنقع المؤامرات في وقت نحلم فيه نحن كجماهير هلالية بتحقيق بطولة ترضي طموحاتنا والتي لم يعرها المجلس ادني اهتمام ولا اعتبار وفضل ممارسة هوايته المحببة في محاربة القائد الذي لا تخفي تضحياته إلا لمن أبي وحاول طمس الحقائق التي ظهرت عنوانا لكل ذو بصيرة وإدراك علي 17 عام من العطاء ولم يراعي المجلس أيضاً ولهوانه مكتسبات الوطن ولا مصلحته وهو يصدر هذا القرار في حق كابتن السودان الذي يدافع عن شعاره ويبدو أن هذا المجلس ورئيسه لا يعلمون أن الهلال علي مر تاريخه كان رائداً للحركة الوطنية وعنواناً للمواقف المساندة للوطن في شتي قضاياه وكان الأولي لهذا المجلس أن يحل مشاكله الداخلية ويبحث عن عودة أمينه العام ونائب الرئيس بدلاً عن ترصد احد الأفذاذ عبر التاريخ وبدلاً عن تصفية الحسابات.. نحن لسنا ضد مبدأ الحساب ولسنا ضد الحفاظ علي موروثات الهلال ولكننا ضد مثل هذا الاستهداف الباين بكل أشكاله ".
وعلق مجلس إدارة "الهلال" على هذه المسيرات والبيان بأنهم لن يتعاملوا مع هذه المجموعة كونها لا تحمل أي صفة رسمية للحديث باسم جماهير و روابط الأزرق وتعاملهم مقصور على الروابط الشرعية فقط المسجلة رسمياً في النادي.
هيثم يتحدث لكن !؟
من جانبه تحدث "هيثم مصطفي" مع ـكثر من جهة من المقربين منه اللإعلاميين وأقطاب النادي عما يحدث له فى النادي من إستهداف طيلة الفترة الماضية مستدلًا على ذلك بتصرفات "البرير" و"غارزيتو" معه فضلاً عن وجود بعض الشخصيات التي تتعامل مباشرة مع الرئيس من خارج المجلس تنقل له بعض الوشايات والأخبار المغلوطة عنه، وتساءل البرنس بغضب عن عدم تحرك كبار "الهلال" ووقوفهم بعيدًا عن النادي في موقع المتفرجين دون التدخل لإيقاف ما يتعرض له من استهداف والمشاكل الدائرة الآن بينه وبين الرئيس والمدرب ؟ واعتبر أن ذلك منهم بمثابة عدم تقدير لعطائه لسنوات وكأنهم يباركون ما يجرى.
بداية الحكاية
غارزيتو
غارزيتو
جدر الإشارة إلى أن الصراع بدأ بين المدرب واللاعب منذ
بداية الموسم الحالي عندما قرر "غارزيتو" بأن "هيثم مصطفى" غير جاهز بدنيًا للمشاركة مع الفريق فيما اعتبره الكثيرون بما فيهم اللاعب نفسه أنه استهداف له وأن هناك مؤامرة على البرنس من دائرة الكرة، وزاد الأمور اشتعالًا أن "غارزيتو" تحدث إلى "هيثم" في أكثر من مناسبة ليوضح له بأنه صاحب القرار فى النادي فى إشارة من المدرب إلى انتهاء هيمنة القائد "هيثم" على الفريق وهو الأمر الذى كان معروفًا وظاهرًا للعيان.
النتائج تدعم الفرنسي
تحدث "هيثم" للإعلام مع تفجر الأزمة وأعلن بأنه سيعقد مؤتمرًا صحفًيا ليوضح فيه الحقائق ويكشف أسرار الاستهداف الذي يتعرض له من قبل المدرب الفرنسي وجهات آخري فى النادي بعد مباراة الجولة الأولى في الدوري السوداني الممتاز أمام المنافس التقليدي المريخ"، ولكن الظروف دومًا لم تساعده في ظل النتائج الإيجابية للفريق فالأزرق بقيادة "غارزيتو" يمضي بشكل جيد نحو العديد من الالقاب فهزم الأحمر في ديربي السودان وهو في حد ذاته بطولة خاصة كما أنه يتصدر المنافسة بفارق 6 نقاط عن "المريخ" إضافة لأن الأزرق وصل إلى مرحلة المجموعات فى بطولة الكونفدرالية الأفريقية معوضًا اخفاق الخروج من دوري الأبطال.
هيثم مصطفى مع المنتخب
المنتخب أعاد هيثم
هيثم مصطفى مع المنتخب
انباء اختيار مدرب المنتخب الوطني " محمد عبد الله ماذدا" للبرنس كضربة قوية لرئيس الأزرق "الأمين البرير" والمدرب الفرنسي كما أن تألق "هيثم" وقيادته لصقور الجديان للفوز على منتخب زامبيا بطل القارة السمراء 2012 فى منافسات الجولة الأولى لتصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم شكل وسيلة ضغط كبيرة على النادي، فالبرنس الذى خرج محمولا على الاعناق بعد مباراة المنتخب التي لُعبت فى استاد "الهلال" من أعداد كبيرة من الجماهير أكدت بأن اللاعب أكبر من أن يستهدفه رئيس لا يحظي بالإجماع ومدرب أجنبي يمكن أن يغادر بعد أي هزيمة كما هو الحال فى الكرة السودانية وحتى العربية.
خطأ كبير من القائد
يمكن القول بأن الدعم الجماهيري اللامحدود قد أصاب القائد بالغرور أكبر دليل على ذلك عندما قرر الفرنسي تبديل اللاعب فى الشوط الثاني لمباراة "الهلال" أمام "الأهلي شندي" فى بطولة الدوري الممتاز ولحظة التبديل وقف المدرب يُصفق للاعب لحظة خروجه إلا أن "هيثم" فاجأ الجميع ورفض مصافحة المدرب الذي كان يمشي في اتجاخخ لتحيته على المستوى الذي قدّمه وتجاهله وذهب مباشرة إلى غرف الملابس وغادر بعد ذلك الاستاد بدو إذن.
ولكن بمباركة بعض اصدقاء اللاعب اعتذر هيثم لمدربه حتى لا يتم استهدافه بشكل أكبر في موقف لن يكون من السهل تبريره، وواصل بالفعل البرنس تدريباته مع النادي حتى الحادثة الاخيرة والتي ربما تكون كما يقول المثل بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".
شعار نادي الهلال
من يكسب ؟
يُراهن "البرير" على نتائج الفريق المميزة هذا الموسم فالفريق حتى الآن سجله نظيف من الهزائم ومن ثم ففكرة شطب اللاعب قد يكون الآن الأجواء مناسبة لتحقيقها، ويأمل في أن تكون الجماهير هي السند الأول له وتقنع بأن "الهلال" أفضل بدون "هيثم" وقد يُسهل مهمته الألة الإعلامية التي تدعمه على طول الخط.
ولكن على الجانب الآخر القائد "هيثم مصطفى" يُراهن على تاريخه الكبير مع الفريق واختيار مدرب المنتخب "ماذدا" له دومًا، بالإضافة للمساندة الجماهيرية له والتي تُعتبر أكبر داعم لموقفه بشكل قوي بل ويعتبر البعض منهم أن "هيثم" بهذه الجماهير فوق "الهلال" نفسه ولديهم يقين بأن شعبية اللاعب الجارفة ستكون هي فى الفيصل فى هذا الصراع.