ﻻ ﻳُﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺻﺎﻧﻌﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،
ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭﺗﺮﺍﻭﺣﺖ ﺗﻘﻮﻳﻤﺎﺕ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑًﺎ .
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﻜﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﻣﻘﻮﻟﺔ "ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻷﻣﺔ " ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻮﺍﺗﺮ -ﺑﻤﻘﺎﺑﻼﺗﻬﺎ - ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ،
ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﺗُﻤﻬَّﺪ
ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻬﻢ ﻛﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ، ﻭﺃﻥ ﺗُﺮﻓﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻮِّﻗﺎﺕ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺍﻋﺪ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ
ﺃﻳﻀًﺎ، ﺩﻋﻢ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ
ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ .
ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ - ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﻜﺎﺷﻒ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ - ﺃﻥ
ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂِ ﺑﻪ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓُ ﺃﻳﺔ ﺃﻣﺔ
ﻧﻬﻀﺘَﻬﺎ، ﻋﻮﺍﺋﻖَ ﻭﻣﺂﺯﻕَ ﺗﻀﻴّﻖ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺃﻳﻀًﺎ
ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻗﺒﻞ
ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ .
ﻣﺂﺯﻕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﺇﺫﺍ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ - ﻓُﺮﺍﺩﻯ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ -
ﻳﻘﻊ ﻋﺐﺀُ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑـ"ﻧﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ " ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﺟﻴﻞ ﺍﻵﺑﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻗﻊ
ﻣﺨﺘﻠﻒٍ ﻭﺍﻻﺿﻄﻼﻉ ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﻪ ﻭﻫﻤﻮﻣﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻧﺮﺑﻲ
ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺯﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ،
ﻭﻻﺑﺪ - ﻣﻦ ﺛﻢ - ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ -ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ - ﻛﻤﺎ ﻫﻲ، ﻟﻴﺴﺘﺸﻌﺮ ﻋﻈﻢ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ، ﻭﻟﻴﺴﺘﻨﻔﺮ ﻫﻤﺘﻪ ﻭﻳﺸﺤﺬ ﻃﺎﻗﺘﻪ . ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺏ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﺮﺭ ﺃﺧﻄﺎﺀ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻭﻻ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ " ﺍﻟﺼﻔﺮ :" (ﻗَﺪْ ﺧَﻠَﺖْ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻜُﻢْ
ﺳُﻨَﻦٌ ﻓَﺴِﻴﺮُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻓَﺎﻧْﻈُﺮﻭﺍ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟْﻤُﻜَﺬِّﺑِﻴﻦَ)
( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 137:) .
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺭﺍﺋﺪﻱ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺀ
ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻤﻮﻣًﺎ، ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻨﻮﺍ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺃﻟﻴﻤﺔ
ﻭﻣﻮﺟﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ .
ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ
ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ، ﺭﺻﺪ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺧﻄﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺂﺯﻕ
ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻢ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ، ﻭﺑﻐﺾ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ .
-1 ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳُﻤﻨَﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺣﻴﺚ ﺗﻨﻔﺼﻞ
" ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ " ﻋﻦ " ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ" ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴّﻤﺔ، ﻭﺣﻴﺚ ﺻﺎﺭ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ - ﻓﻲ
ﻇﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ - ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ
ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﻟﻤﺮﺍﻛﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ﻣﺎﺩﻳًّﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭﻳًّﺎ .
-2 ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺮﺽ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻹﺛﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ
ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺦ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ .
-3 ﺃﺯﻣﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ؛ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ
ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ، ﻻ ﻳﺘﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻓﻀﻼً
ﻋﻦ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺘﻮﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ
ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ .
-4 ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﺧﺘﻼﻝ ﺳﻠَّﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ .
-5 ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ -ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ - ﻭﺍﻟﻼﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .
-6 ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ -ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ - ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ
-1 ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ (ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ) .
-2 ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌُﺪ ﻛﺎﻓﺔ (ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ) .
-3 ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ (ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ) .
-4 ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻼﻫﻴﺔ، ﻭﺷﻴﻮﻉ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ
( ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ) .
ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻘﻼً ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻬﻢ ﻭﺿﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺑﺪﺍﺋﻞ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻭ" ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ" ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ... ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ، ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺔ .
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﺺ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻋﻠﻤﻲ
ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﺗﻜﻮُّﻥ ﻣﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﺤﺲ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩًﺍ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ . ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ
ﻟﻴﺴﺖ ﺿﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺴﻮُّﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﺑﻞ
ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ
ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ، ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﺘﺮﻋﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ، ﺿﻌﻒُ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ .
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﺛﺎﻧﻴﺔ -ﻛﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ - ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻭﻧﺼﻔﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺳﻮﺀًﺍ . ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ، ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺆﻟﻤًﺎ .
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻛﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻟﻪ، ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ( ﻗﺪﺱ ﺃﻳﺔ ﺩﻭﻟﺔ
ﺃﻭ ﺃﻣﺔ) . ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ، ﻗﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻛﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻲ ﻣﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫُﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻴﻤﻪ، ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺿﺪ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ :
-1 ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻷﺻﻐﺮ .
-2 ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺇﻋﻼﺀ ﻗﻴﻢ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ .
-3 ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ
ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﺔ .
ﻣﻮﺟّﻬﺎﺕ ﻫﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ " ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ "،
ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰﻩ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺇﺫ ﻗﺪّﻣﻨﺎ ﺁﻧﻔًﺎ
ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﺂﺯﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻕ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻨﺎ -
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﻜﺴﻲ - ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ -ﻭﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ - ﺍﻵﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺪًﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
-1 ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻟﻰ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ .
-2 ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ،
ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﻼﺭﺗﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔُﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽَ ﺑﺨﻄﻰً ﻭﺍﺛﻘﺔ . ﻭﻻ
ﺑﺪ - ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ - ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺗﻜﺘﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ - ﺑﻞ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ - ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻜﺘﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً .
-3 ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﻴﺪ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ، ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺯﻻﺕٌ
ﻭﺃﺧﻄﺎﺀ، ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﻮﻁ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ
ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ .
-4 ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،
ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﻛﻤًّﺎ
ﻭﻧﻮﻋًﺎ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﻳﺔ ﺃﻣﺔ .
-5 ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ،
ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻓﺮﺹ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ .
-6 ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ
ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﻬﻮ
ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ، ﻭﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ... ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﺒﺎﺑًﺎ ﻣﺒﺪﻋﻴﻦ .
-7 ﺇﻳﻼﺀ ﺍﻹﻋﻼﻡ (ﻣﺮﺋﻴًّﺎ ﻭﻣﺴﻤﻮﻋًﺎ ﻭﻣﻘﺮﻭﺀًﺍ) ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ،
ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭًﺍ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴًّﺎ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ -ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻣﻨﻬﻢ - ﻭﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﻣﺔ،
ﻭﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ .
-8 ﻭﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﻭﺑﻤﻮﺍﺯﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﻴﺘﻪ، ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻷﺷﻤﻞ ﻭﺍﻷﻋﻤﻖ ﻟﻺﺳﻼﻡ - ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ،
ﻋﻤﻼً ﻭﺳﻠﻮﻛًﺎ - ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﺤﻤﻞ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ
ﻭﺇﺑﻼﻍ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ " ﺭﻭﺟﻴﻪ ﺟﺎﺭﻭﺩﻱ :"
ﻛﻴﻒ ﻧﻔﺘﺢ ﺃﻓﻘًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺫﺍ ﻭﺟﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺎﺣﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ، ﻭﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ " ﺣﻔَّﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ "؟!
ﻭﻧﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺑﺄﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ
" ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ " ﺩﻭﻥ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ، ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ -ﺑﺤﺴﺐ
ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻃﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ - ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻓﻮﺍﺟﺐ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ، ﻃﺎﺭﺣﺔً " ﺑﺪﻳﻼً ﻭﺍﻗﻌﻴًّﺎ
ﻭﻋﻤﻠﻴًّﺎ " ﻹﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻴﻨًﺎ؛ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﺮﺍﺡ
ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﺪّﻡ ﻧﻤﻮﺫﺝ "ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ " ﻣﺘﺨﻄﻴﺔً ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ
ﺃﻓﻜﺎﺭ "ﺍﺿﻤﺤﻼﻝ ﺍﻟﻐﺮﺏ " ﻭ" ﺗﺪﻫﻮﺭﻩ " ﻭ "ﺳﻘﻮﻃﻪ ."
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻌﺰِّﺯ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺃﻣﺘﻨﺎ، ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺗﻄﺮﺡ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ
ﻣﺘﻜﺎﻣﻼً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻧﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ
ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ
ﺃﺫﺍﻫﻢ ﺣﺮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﺍﻳﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﻓﺘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﺳﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ
ﺍﻟﻬﺪﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ، ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺁﺩﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﻴﺮ ﺃﻧﻤﻮﺝ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ :
( ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ
ﺍﻟﻠﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻵﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ)( ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 21:)