مفاصلة الإسلاميين.. إظهار الحالة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تمر الآن الذكرى الخامسة عشر لمفاصلة الإسلاميين، التي يعدها البعد نتاجاً طبيعاً لتململ القيادات من تنفذ وسطوة الترابي، ويحسبها البعض مولوداً تنظيماً لمذكرة العشرة الشهيرة. يومها انشقت الحركة الإسلامية إلى مؤتمرين وطني وشعبي، بعدما فضل البعض الذهاب إلى المنشية وآثر البعض الآخر البقاء في القصر.. الثابت أن مفاصلة الإسلاميين تركت أثراً كبيراً على المشهد السياسي.
في هذه المساحة نحاول استقراء حالة المتحدثين عن المفاصلة وتداعياتها على المشهد السياسي السوداني.
أبو بكر عبد الرازق.. يشعر بالغضب
فترة ما قبل المفاصلة كانت من أفضل مراحل الحريات الإعلامية والصحفية وبعد أن تمت المفاصلة حدث تمرد عبد الواحد محمد نور ونشوب الحرب في دارفور ومن ثم التحاق خليل إبراهيم بالعمل المسلح وتفاقمت الأوضاع ووجدت الحكومة نفسها توقع اتفاقية السلام مع جون قرنق، وهو ما أدى إلى فصل الجنوب وذهاب 80% من عائدات البترول.
وأما على المستوى التنظيمي فقد طغى المؤتمر الوطني على حزب المؤتمر الشعبي الذي ظل محاصراً مما فتح الباب أمام السلفيين بالصعود إلى الساحة الإعلامية والسياسية برضي ورغبة المؤتمر الوطني الذي كان يبحث عن مشروعية إسلامية.
قيادي بالمؤتمر الشعبي
الدكتور عمر عبد العزيز.. يشعر باليأس
مفاصلة الإسلاميين كانت من أكبر نقاط التحول في تاريخ السودان والمفاصلة كحدث لا يقل عن ثورة الإنقاذ ذاتها وهي كانت حدثاً كبيراً جداً، كان له آثاره على مجريات الأحداث الداخلية والخارجية وكان لها إسهام في تفكيك صف الحركة الإسلامية وأضعف قوتها منذ ذلك الحين وإلى الآن ولولا المفاصلة لكان السودان سار في منحى آخر تماماً، وعلى المستوى العام فإن هناك مترتبات ليست حميدة طرأت على المشهد السياسي والأمني والاقتصادي.
محلل سياسي
محمد ضياء الدين.. يشعر بالغيظ
كانت المفاصلة سبباً في خلق واقع سياسي جديد تكشفت فيه كثير من القضايا التي كانت خافية على الكثيرين بعد خروج مجموعة المنشية، لكن كثيراً من الأحزاب والمواطنيين قدروا بأن ذلك تكتيكاً من قبل الإسلاميين وإنه ليست هنالك مفاصلة حقيقية كما كان يعتقد البعض وهناك من لا يزال مستمراً في هذا الاعتقاد ويرى أن المفاصلة مجرد تمثيلية خاصة بعد التقارب الذي حدث مؤخراً بين الترابي والبشير.
وفي واقع الأمر أن المفاصلة دفعت بالعمل السياسي المعارض بعد أن انضم المؤتمر الشعبي كأحد الفصائل الرئيسية للمعارضة وقدم في ذلك الكثير من المواقف التي أكدت معارضته إلى أن كانت انتفاضة سبتمبر والأحداث الدرامية التي حدثت في القاهرة والتي أدت بدورها إلى أن يعيد الطرفان مواقفهما في بعضهم البعض فكان التقارب الحقيقي بعد مبادرة الوثبة.
قيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”
الدكتور إبراهيم الأمين.. يشعر بالتأمل
قضية المفاصلة والانشقاقات داخل القوى السياسية هي نفسها غير سارة وترتبت عليها كثير من التبعات لأنها أضرت بالبلاد وتماسك المجتمع لا سباب أهمها إنه رغم الحديث بأن هنالك أسباب سياسية أو فكرية ولكن من الواضح أن معظم الانشقاقات التي تحدث داخل القوى السياسية كظاهرة فإن دوافعها شخصية ومصلحية وقضايا البلاد والإنسان غير وارده ضمنها، والانقسامات التي تحدث في السودان في المراحل الأخيرة أصبحت كظاهرة ومرض اجتماعي انعكس في مختلف مكونات المجتمع ولم يكن فقط في القوى السياسية.
قيادي بحزب الأمة القومي
الفاضل حاج سليمان.. يشعر بالحزن
المفاصلة تعد خصماً على مسيرة الحركة الإسلامية مهما حاول الناس أن يقللوا من أثرها. ولكن أي جماعة متماسكة ومتوحدة وحدث لها أن تنفصل أو تنشق وتتفرق قطعاً فسيكون هنالك أثر على المسار السياسي والفكري، والمفاصلة التي وقعت في صف الحركة الإسلامية كانت من الوقائع التي تركت أثراً كبيراً في جسم الحركة الإسلامية لا يزال حتى هذه اللحظة تاثيره باقٍ. والمطلوب إعادة النظر في ما الذي أدى إلى تلك المفاصلة وكيفية معالجة الأمر وتفاديه في مستقبل العمل الإسلامي، والمفاصلة تركت على مستوى المشهد السياسي في نفوس الناس أثرا سيء تمثل في النظر إلى أن الحركة الإسلامية وقادتها وقواعدها همهم الأول هو المواقع وليس المبادئ والقيم والأفكار
قيادي بالمؤتمر الوطني
البروفيسر حسن الساعوري.. يشعر الحنق
المفاصلة في الحركة الإسلامية كان لها أثراً كبيراً وأدت إلى انشقاق مجموعة قوية من الأخرى وللأسف المجموعة التي انشقت اتجه بعضها إلى حمل السلاح وكانت من أقوى وأشرس الفصائل التي قاتلت النظام لأن معظمها كانت من الكوادر السياسية التي تتبع إلى الشيخ الترابي، وبالتالي فإن المفاصلة كان لها أثراً واضحاً، أسهمت في اندلاع الحرب في دارفور واستمرارها، وأيضاً كان لها تأثير على المشهد السياسي والاقتصادي والمعيشي.