وفي (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال في خطبة له: وتعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره، فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع (أحسن) القصص، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم.
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن امير المؤمنين عليه السلام (في كلام طويل في وصف المتقين) قال: أما الليل فصاقون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به تهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم جراحهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، جلودهم، ووجلت قلوبهم فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقا في أصول آذانهم، وإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت أنفسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم.
عن معاوية بن عمار، عن ابي عبد الله عليه السلام (في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام) قال: وعليك بتلاوة القرآن على كل حال.