ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻢ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺮﺣﻠﻪ ﻪ
ﻟﻬﺎ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻻﻯ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﻪ
ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻱ
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﺸﻜﻠﻪ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ
ﻳﺘﻢ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﻩ ﻔﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ...
ﻓﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺴﻠﻮﻛﻴﺔ
ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻘﻴﻢ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻼﺯﻣﻪ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ،ﻭﻓﻰ
ﺟﻴﻞ ﻳﺮﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺛﻢ ﻳﻄﻮﺭﻫﺎ ﻭﻳﻨﻤﻴﻬﺎ. ﻛﻤﺎ
ﻭﺍﻻﻧﻌﺰﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺎﻫﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺗﺨﻠﻒ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻥ ﻴﻖ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻩ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺳﺒﺒﻬﺎ (
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ). ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ. ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﺿﻌﻒ
ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﺝ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﻪ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﺎ ﻨﺒﻐﻲ
ﻭﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺩﻭﺭ ﺍﺳﺎﺳﻰ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺎﺓ
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻕ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ( ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﻜﻴﻒ ، ﻔﺎﺽ
ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ،ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ،
ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺘﺤﺪﺍﺙ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ. ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﺀ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺤﻖ ﻠﻴﻢ
ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻰ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩﺍﺕ
ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﻳﻠﻌﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺩﻭﺭ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺫﺍﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﺪ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ،ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ، ﻭﺍﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻫﻲ ﻪ
ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺜﻞ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻪ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻮﻝ ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻓﺌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺎﻛﻞ
ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺇﻟﻲ ﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﺸﺮﻁ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻜﻦ
ﻳﺄﺧﺬ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺭﻩ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻲ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ، ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻫﻲ ﻜﻠﻪ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻤﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ
ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ : ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻞ ﻩ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺎﻫﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﻧﻄﺎﻕ. ﻭﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ