ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻤﻼً ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻭﺍﻷﺟﺮ، ﻭﻳﻤﺜﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ
ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻀﻴﻖ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ
ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﻊ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ، ﻭﻗﺪ
ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎً ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻛﺎﻣﻼ. ﻟﺬﺍ؛ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ، ﻣﻨﺬ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻭﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺗﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﺗﻄﻮﻋﻴﺎً.
ﻛﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻮﻥ
ﻟﻠﻔﻘﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻀﻄﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ، ﺑﻞ ﻭَﺩَﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ
ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ. ﻭﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺻﻮﺭﺗﺎﻥ : ﻓﺮﺩﻳﺔ؛ ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً، ﻛﺎﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ، ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ،
ﻭﺍﻟﻔﺪﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ .. ﻭﻣﺆﺳﺴﻴﺔ؛ ﻛﺎﻟﺘﻜﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ،
ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻟﺪﻋﻢ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﻭﺣﻔﺮ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻟﻠﺴﻘﺎﻳﺔ، ﻭ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻓﻲ
ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﻟﺬﺍ؛ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً،
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ : ﺍﻹﻳﺜﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻛﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ،
ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ،
ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ. ﻭﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻋﺎﻣﻲ 1967، 2001 ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﻡ ﻟﻠﺘﻄﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ
ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﺆﺷﺮﺍً ﻗﻮﻳﺎً ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﺭﻛﻴﺰﺓ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ؛
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﻭﺛﻴﻘﺎً ﺑﻜﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺣﺠﻤﻪ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻵﺧﺮ، ﻭﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ
ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻷﺧﺮﻯ؛ ﻓﻤﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ. ﻭﻣﻦ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺪﻭﻳﺎً ﻭﻋﻀﻠﻴﺎً، ﺃﻭ ﻣﻬﻨﻴﺎً، ﺃﻭ ﺗﺒﺮﻋﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ. ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً، ﺃﻭ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ
ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ. ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ - ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺤﻨﺎ ﺳﺎﻟﻔﺎ - ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﺎﻡ 2001 ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺺ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻲ ﺃﻋﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺨﻔﺾ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻣﻦ (250 ) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ
ﺇﻟﻰ ( 100 ) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﻄﻮﻉ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻨﺸﻴﻂ، ﻭﻭﺭﺵ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ، ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ
ﻭﺗﻨﺸﻴﻄﻪ. ﻭﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺗﻢ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻛﺒﻨﺪ ﺭﺋﻴﺲ
ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﻬﻼﻝ ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻋﺎﻡ 1999 ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ
ﺩﻭﻟﻲ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﻣﺤﻠﻲ، ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻈﻤﺎً ﻭﻣﻘﻨﻨﺎً..
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻢ ﺃﻗﻞ
ﻓﺌﺔ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﻉ؛ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﺣﺠﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ، ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ : ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ
ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺱ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻬﺘﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺩﻭﻥ ﺯﺭﻉ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻭﺑﺚ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺴﻢ
ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﻛﺎﻟﺘﻘﻠﻴﻞ
ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺪﻧﻲ ﻭﻋﻴﻬﻢ
ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ : ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﻭﺗﻌﺎﺭﺿﻪ ﻣﻊ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺧﻮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ،
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ
ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ، ﻭﺑﺎﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻠﺔ
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻣﺠﺎﻻﺗﻪ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻮﺍﺩ ﺇﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ . ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻀﻴﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
- ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ .
- ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ .
- ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ.
- ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .
- ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ - ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ - ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻲ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ .
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ : ﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ؟
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ،
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ، ﻭﻳﻨﻐﻤﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ
ﺗﻮﺟﺪ ﺍﺳﺘﺮﺍﻳﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺤﺴﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ؛ ﻭﺭﺑﻤﺎ
ﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻀﻌﻒ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮ؛ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ
ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻵﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ، ﻭﺳﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ. ﻓﻀﻼً
ﻋﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﻟﺠﺬﺏ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ، ﻭﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺑﻴﻨﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ