أوضاع الشباب السوداني الواقع والتحديات
جاء في التقرير الدولي لمنظمة الأغذية والزراعة أن هناك تزايداً في أعداد الشباب علي مستوي العالم اجمع فيما بلغ مجموع شباب العالم عام 1975م حوالي 738 مليون نسمة ، نجده زاد في عام 85 ليصبح حوالي 940 مليون نسمة ، وأشار هذا التقرير إلي أنه من المنتظر أن تتجاوز أعداد الشباب المليار نسمة في عام 2000م إلي زيادة قدرها 60% في غضون 25 عام مما يعني أن أعداد الشباب في العام 2010م وصل إلي 3 مليار علي اعتبار أن عدد سكان العالم 7 مليار نسمة.
فأوضاع الشباب السوداني في ظل التحديات المعاصرة لا تنفصل في أسبابها عن قضايا وأوضاع المجتمع عامة فهو متفاعل مع الظروف المختلفة ومتأثر بها فقد أدت الضغوط الاقتصادية التي شهدها ويشهدها المجتمع السوداني _ من التذبذب الاقتصادي وانتشار آثاره في التسعينيات وويلات الحرب والجفاف والتصحر في الثمانيات وما ترتب عليها من هجرات وتدفق سكاني متزايد إلي المدن أدي لتقسيم المجتمع الشبابي لثلاث مجتمعات هي : ( المجتمع الشبابي الحضري ، الريفي ، الجامعي ) .
من التحديات التي تواجه هؤلاء الشباب بمختلف مجتمعاتهم ( الفقر والبطالة ، استدامة السلام الاجتماعي ،العمولة الثقافية وجوانبها السلبية ، الصحة والأمراض الاجتماعية ، المشاركة السياسية ).
فهذي هي أكثر القضايا التي تواجه الشباب السوداني حيث يعد الفقر مشكلة اجتماعية ومن أخر المشكلات التي تؤثر علي كافة مناحي الحياة وتزاد خطورته يوم بعد يوم علي فئة الشباب من الجنسين وقد تفاقمت المشكلة وزاد حدها في عقد التسعينيات لذا الفقر يمثل العامل الرئيسي والحاضن للمشكلات الاجتماعية في المجتمع ولهذا تشير الدراسات الخاصة بالفقر في السودان أن نسبته تتراوح بين (19 /30) % ويعود ذلك لتباين مصادر الدخول للأفراد ما بين الريف والحضر ونسبته أعلي في الريف.
وتؤكد أحدي دراسات منظمة الفاو بأنه غالباً ما يرجع السبب الحقيقي لهذه الحالة لإهمال البشر مشاكله والافتقار للالتزام السياسي أكثر مما يرجع لقلة الموارد المالية ، بهذا يكمن القول أن هناك فقر الاستغلال، وفقر المشاركة ، وفقر دائم ،وفقر موسمي ، وأخر مدقع ، وفقر مطلق (عام) وسياسي (عدم عدالة) .
فيما تظل قضية التنمية من أهم القضايا لأنها القنطرة التي يمكن أن تعبر من فوقها شعوب العالم النامي من حالة التخلف والفقر والجهل إلي حالة الأمل والعيش الكريم ، والتنمية وأن كانت عملية اقتصادية لأنها تحتاج للتخطيط والتنظيم وترتيب الأولويات ..يمكن للشباب أن يساهم فيها بصورة كبيرة لأنها تحتاج للتوعية والتعبئة والاستنفار والتبصير فإذا كان الاقتصاد هو عقلها المدبر فقلبها النابض هو الثقافة والمحرك الأساسي لها الشباب.
أما قضايا الصحة والأمراض الاجتماعية فيظل فيروس المناعة (الايدز) خطراً يهدد حياة الشباب . وتحدث قرابة نصف الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين . تؤثر البيئة التي يعيش فيها الشباب بصورة أساسية علي سلوكياتهم .لذا لابد من تعزيز العوامل الوقائية في المجتمع الذي يساعد الشباب علي اتخاذ خيارات صحية . يضع الفقر ضغوطاً علي الفتيات لمبادلة الجنس بالمال . بجانب انتشار الأمراض الأخرى مثل التسول ، التفكك الأسري ، التشرد ، الشباب المتأثرين بالنزاعات ، فقراء المدن…